الجفاف يهدد واحة تيوت



باتت واحة تيوت الجزائرية الواقعة على ضفاف ولاية النعامة (1400 كلم جنوبي غرب العاصمة)، مهددة بشبح العطش، كما تقع تحت طائلة كارثة إيكولوجية، يراها أبناء الواحة جدّ خطيرة وتستدعي تدخلا عاجلا وتدابير استثنائية من السلطات العليا في البلاد، وأفادت مصادر متطابقة أنّ الواحة المذكورة تشكو منذ أشهر من جفاف حقيقي، بقدر شارفت معه سكان المنطقة على عطش محتوم، بعدما جفت العيون ويبست عشرات أشجار النخيل التي تزين هذه الواحة المتهاوية في أعقاب تأثر المخزون الباطني من المياه الجوفية التي كان يتزود بها أهل الواحة على مدار سنوات طويلة.
وتمثل واحة تيوت إرثا حضاريا وتاريخيا فريدا في الجزائر، حيث شهدت كبرى ملاحم رجال المقاومة الجزائرية زمن الاستعمار الفرنسي على غرار البطل الشهير "الشيخ بوعمامة" (1840 – 1908م)، وتتصدر تيوت سلسلة الواحات الجزائرية المترامية على مستوى الشريط الصحراوي الجزائري الكبير في صورة واحات غرداية وبريزينة وبوسمغون في منطقة البيض، وكذا تاغيت في ولاية بشار (1200 كلم جنوب غرب الجزائر).
وتمتاز واحة " تيوت " باحتوائها على تشكيلة متكاملة من النقوش الصخرية، كما تشتهر بقصرها العتيق وإمكاناتها السياحية الضخمة، حيث تتبدى كمتحف مفتوح وسط الهواء الطلق، وتنتظر تيوت الآن جهودا حاسمة لإنقاذ أهلها وكنوزها الهامة من التمور والنخيل، وتحتل الواحة موقعا استراتجيا وسط ديكور طبيعي خلاب منحها خصوصية وجاذبية، رغم التدهور الذي نال كثيرا من سحر هذه الواحة الهادئة.
كامل الشيرازي من الجزائر .



.