إكتشاف محطة جديدة للصخور المنقوشة..

إكتشاف محطة جديدة للصخور المنقوشة..

في إطار نشاطات جمعية أصدقاء الأطلس لحماية التراث بولاية النعامة، والتي تتماشى والأهداف التي تسعى إلى تحقيقها الجمعية بغية الحفاظ على الموروث الثقافي وحمايته والتعريف به.
أقدم لكم أصدقائي اليوم هذه اللوحة الفنية الرائعة من فنون العصر الحجري التي لا زالت إلى اليوم تحافظ على كيانها الفني وتؤدى وظيفتها الإيحائية والتعبيرية على أحسن وجه، فهي إضافة إلى أروع ما ترك إنسان ذلك العصر من فن وأثر بمنطقتنا. والتى استلهم فيها الفنان القديم نمط الحياة المعاشة ساعتها.
ففي جنوب بلدية عسلة بمحاذات جبل تانوت وعلى لوحة جدارية تقدر مساحتها حوالي 55 متر مربع نجد هذه الجدارية التي أبدعها إنسان العصر الحجري الحديث وهي تجسد شخصية إنسان في وضعية استعداد لمواجه خطر محدق، يضع قناعا وقرونا على رأسه ويحمل بيده أداة تستعمل كسلاح في المواجهة، والظاهر أنه يمارس طقسا سحريا معينا، يقابله أسفل الجدارية مباشرة أسد في حالة ترصد أبدع الفنان في تصوير حركة القدمين لتعكس حالة التخفي والاستعداد للهجوم.
الأمر المهم الذي تجدر الإشارة إليه هو ضرورة دراسة هذا المشهد دراسة أثرية أنثروبولوجية و (anthropo-zoomorphic) فوضع القرون على الرأس مع إبراز العضو التناسلي رمز الخصوبة في ذلك العصر، يحيلنا إلى إله الفراعنة آمون الذي هو على هيئة رجل برأس خروف والذي ترتبط قرونه المقوسة الغريبة بالكلمة الدارجة التي تستخدم اليوم بالإنكليزية للدلالة على شخص مثار جنسيا عندما يقال "Horny" التي أتت من هورن "Horn" أي قرن وهو نظير الإله أمون الكبش ذو القرون المعقوفة؟ إله الخصوبة والذي عرف تقديسه وعبادته في شمال إفريقيا قبل الحضارة المصرية كما تدل عليه العديد من الدلائل الأثرية ومحطات الصخور المنقوشة اهمها محطة كبش بوعلام بولاية البيض.
كما أننا نجد في نفس الجدارية العديد من الرسومات التي انطمست معالم الرسم عليها، كنتيجة للتأثيرات الجوية، بفعل هشاشة الصخرة المكونة من الرمال المتحجرة "grés rouge
موقع الجدارية الذى تم اختياره لهذا العمل الفنى الرائع، والحيوانات المدجنة والأسود، ودقة العمل والجهد الذى بذل فيه، كلها تعطى انطباعات روحية عميقة، كما أن الفنان الذى رسم على هذه الصخور، لايقدم تفاصيل لملامح الوجه أوالجسد، بقدر ما ينقل إحساسه الفطرى لما يرسمه. أما المكان بمجمله فهو يعد موقعا أثريا هاما لكل باحث في الميدان، وبالمقابل مزارا رائعا للسياحة والاستمتاع بالسكينة وهدوء طبيعة الأطلس الصحراوي.
.










.

أحمد عقون توفيق أزرار. أكتوبر 2017.