هو كهل من بلدية تيوت.. من ضحايا الالغام الفرنسية.. يسكن مع اسرته في كوخ لا يصلح حتى للحيوانات ، فمعاناة عمي ابراهيم أكبر من أن تُنسى ، فقد فقد ذراعه في سن الطفولة إثر انفجار لغم من الألغام الفرنسية المضادة للأفراد في قريته في بلدية تيوت جنوب ولاية النعامة، والآن وبعد أن جاوز عمي ابراهيم سن الخمسين لا يزال مع أسرته المكونة من ثلاث بنات وولد. يعاني من الفقر والحرمان. فبعد أن سدت في وجهه جميع أبواب العمل, بسبب اعاقته.
حيث لا يجد الآن من يعطف على وضعه سوى المحسنين ،
هذا وذكر عمي ابراهيم الذي هو أحد ضحايا خط شال المشئوم أن الفرنسيون ساوموه بان يتخلى عن هويته الجزائرية ويتجنس بالجنسية الفرنسية كي يعوض فقد كشف هذا الأخير أن مراسلته للسلطات الفرنسية من أجل حق التعويض كانت إجابتها بعذر أقبح من ذنب فقد وصله عبر البريد رسالة من السلطات الفرنسية ادعت فيها فرنسا أنها عوضت الجزائر في أكتوبر سنة 1968 حيث خصصت تعويضا هام جدا لضحايا ألغامها التي تركتها في الجزائر وبهذا الأمر يكون الدين قد قضي ويضيف نفس المتحدث أن الإرسالية عرضا لما سماه بمثابة إهانة لكل جزائريين بعدما وعدته السلطات الفرنسية بتعويضات ووعود جد مغرية إن تجنس بالجنسية الفرنسية لكنه رفض .
يبقى لنا ان نشير الى انه في هذه الأرض المسكونة بالموت والخطر بسبب وجود الألغام المضادة للافراد و التي زرعتها فرنسا بالمنطقة تعرض الكثيرون مثل ابراهيم لحوادث انفجار سببها الألغام المزروعة، تحت هذه الجبال والطرق الوعرة والمساحات الشاسعة تنام الآلاف من الألغام المضادة للأفراد التي كانت سببا في قتل وإعاقة الآلاف أيضا، إنها بالنسبة للسكان المجاورين أشبه بحلم مزعج، لطالما كانت طريقا مر منه الكثيرون ولم يعودوا إلا على نعوش الموت، الأرض المنسية هذه دارت فيها العديد من المعارك المسلحة في فترة الخمسينات بين جيش التحرير و قوات المستعمر وهو ما أدى إلى زرع مئات الآلاف من الألغام
هذا و ينتظر عمي ابراهيم تدخل السلطات الولائية لانتشاله من هذه الوضعية الكارثية التي يعيش فيها و ذلك بتخصيص مسكن يحفظ له كرامته وكرامة أبنائه وتوفير منصب عمل يتلائم مع صحته الجسدية.