المقصود من كلمة تيوت أنها في الأصل لفظ بربري مشتقة من تيط أو تيطاوين و معناها العيون أو المنطقة الغنيـة بالمـاء
يعتبر الطين المكون الرئيسي في العمارة والبناء في منطقة جبال القصور(Monts des ksour) عبر سلسلة جبال الأطلس الصحراوي لدرجة تدفعنا الى وصف حضارة المنطقة بأنها حضارة طينية. فبدءا بالأسوار والأزقة التي لازالت تتحدى الزمن, الى أبراج المراقبة الدئرية الشكل. الى أفران اعداد مادة الجبس التقليدية التي استعملت في بناء سد تيوت. و صنع الأواني الفخارية.كل هذا يدل على أن مادة الطين كانت أساسية في حياة أهالي المنطقة.
الذين لاتزال بصماتهم خالدة في لبنات الطين التي شكلوها بأياديهم الى يومنا هذا. فمن الطين بيوتهم ومنه صنعوا أوانيهم, ومن ترابه كانت البساتين الغناء وواحات النخيل التي تبهر الزائررين.
وتميز الطين دائماً بأنه مادة سهلة الاستعمال والمزج والتعامل إضافة إلى ميزاته التي يوفرها للبناء عبر امتداد الزمن فله حسنات كثيرة اهمها انه يعدل رطوبة الهواء اذ يملك خاصية امتصاص رطوبة الهواء الزائدة بسرعة واعادتها إليه عند الحاجة ما يعني ان نسبة رطوبة الهواء في بيت مبني بالطين تبقى نحو 50 بالمئة وهذا يؤمن مناخا صحيا على مدار السنة كما أنه يخزن الحرارة ويحتفظ بها في ليالي الشتاء، وبالتالي فإن استعماله يساهم أيضا بالحد من تلوث البيئة
والطين مادة جمالية أيضاً للرسم والتشكيل الهندسي لمختلف الأشياء المراد تشكيلها وهذا ماجعله المادة الأولى في البناء والعمران عبر أحقاب زمنية متعددة .
فطبيعة المواد الأولية المتوافرة في البيئة الجغرافية تفرض نمطاً خاصاً على أسلوب العمارة والبناء فيها. حيث يشكل السكن انعكاساً لمعطيات الطبيعة والبيئة .وبما أن وادي واحة تيوت سهل رسوبي غلب الطين على العناصر المكونة له كان استخدام الطين الأكثر شيوعاً في تصميم هياكل المباني منذ العصور الغابرة.
فأسلافنا الذين عاشوا في المنطقة عدة قرون. توارثوا أساليب بناء البيوت. حيث يتم عجن التراب مع "التبن" , ثم يترك مدة من الزمن قد تصل إلى أسبوع, وذلك حتى يفرز التراب مادته الغروانية التي تساهم في تماسك اللبنة أو ما يسمى "بالطوب" وهذه العملية يطلق عليها اسم "التخمير" ثم يشكل بالأيدي على شكل لبنات, ثم يترك في الشمس ليجف. ليصبح جاهزا للبناء.
وبعد البناء تتم عملية (التلباس) وهي لياسة الجدران بالطين. والسقف يكون عبارة عن خشب من جذوع وسعف النخيل وأشجار العرعار وقد يستخدم نبات الدفلة لحماية الأخشاب من حشرة الأرضة التي تتسبب في تآكل السقف. وعمل الاضافات الضرورية للبيت مثل مدفأة الحطب والتي قد تستخدم لغرض التدفأة والطهو معا. كما يوضع في جدار الغرف ما يسمى (بالكوة )وهي لوضع الكتب أوالمصباح، بعد ذلك يتم عمل الطلاء وهو الجيرالأبيض.
وكل هذه الأعمال يشارك فيها الأبناء و الجيران و أهل القصر بما يسمى عندنا "بالتويزة" والتي تعني التضامن و التكافل
وتتميز بيوت الطين عن غيرها بجمال التصميم وقوة أبوابها وكانت تغلق بالمزاليج وتعمل من خشب الرمان أو من جذوع النخل وتوضع قطع الخشب بشكل طولي بجوار بعضها ويتم تثبيتها بقطع من الخشب توضع بالعرض. ليصل بينها وبين خشب الباب سيخ من الحديد ذي طبعة كبيرة على شكل دائري من جهة ومدبب من الأخرى ليتم ثنيه لتثبيت الخشب, فبناء قصر تيوت تم وفق مخطط مسبق وبتنظيم مدهش فكانت البيوت متلاصقة وتتبع نظاماً موحداً حيث طليت الجدران والأرضيات بالطين الأملس وشكلت العرصات والأزقة أو ما يعرف بالدرب طرق المواصلات فيها.
يتكون قصر تيوت من طابق واحد الى طابقين, وذلك حسب الحالة الاجتماعية والمادية لمالكها، طابـق علـوي مخصـص للعائلـة و الضيــوف. وطابـق سفلـي مخصـص لتخـزين المؤونـة و المـواشي جدرانه الخارجية عالية وذلك لتوفير الظل في الشوارع, كما بنيت لأغراض دفاعية على أساسات من الحجر الاحمر. يقوم فوقه اللبن واتخذت أشكالاً وسماكات مختلفة فبعضها على شكل دائري وأخرى مستطيلة حسب ما تقتضيه طبيعة المنطقة الجغرافية وتتميز هذه الجدران ببساطة تخطيطها، وخلوها من النوافذ الخارجية للحفاظ على حرمة أسرار البيوت, وإن وجدت تفتح في الجزء العلوي للجدران الخارجية.
يتوسط قصر تيوت مسجد عتيق تؤدي إليه كل الأزقة و الدروب, و غير بعيد عنه توجد ساحة عمومية تدعى تاسفلت أعدت للراحة و الإجتماعات و قيام الأفراح و حل مشاكل سكان القصر من طرف الأعيان الكبار بالإضافة إلى الحمام و المدرسة القرآنية .
أما الساحة أو ما تعرف " بالرحبة" أو تاجماعت فهي نقطة التقاء الأزقة المتعرجة وهي الفراغ الذي تتنفس منه الأحياء السكنية المتراصة والمتداخلة فيما بينها خلال الممرات وتزود الأزقة والدروب المغطاة بأشعة الشمس وفيها تقام كل النشاطات الاجتماعية كالأفراح وإحياء المناسبات المختلفة وحل النزاعات التي تقع بين سكان القصر.
ومن الطين المجفف على الشمس. تم بناء البيوت الفخمة وأهمها دار الباشاغا "سي مولاي". الذي ينحدر من أصول سيدي أحمد بن يوسف الملياني. والذي بني على أسس هندسية اسلامية عثمانية. ويتألف من عدة غرف متتالية فخمة. وممرات متعرجة تفضي إلى باحة داخلية. أول ما يشدك اليها أقواسها المتناسقة وفي وسطها نافورة ماء مصنوعة من الرخام الابيض. ومن خلال الباحة يتم الوصول إلى مختلف أقسام الدار الكبيرة والمؤلفة من عدة غرف وقاعة لجلسات الباشاغا وقاعة للاحتفالات. وغرفة استقبال الضيوف, وغرف الخدم, وجناح خاص لسكن الاسرة يضم المطبخ والحمام وغرفا علوية.
لقد كان لتعاقب الخبرات جيلا بعد جيل, وتراكمها عبر العصور الأثر الكبير إلى تمكن الإنسان من إدراك الطبيعة الكيميائية للطين وكيفية استخدامه والتعامل معه وحدود استعماله وظهر ذلك من خلال وجود أفران بدائية لصنع الأأواني الفخارية وتحضير الاسمنت الروماني كـبلاط لاصق بين القطع وهو عبارة عن خليط من الجص الأبيض والأسود ومسحوق الجبس والفحم وبقايا الروث الحيواني ليكتسب بذلك الصلابة التي مكنتهم من بناء سد تيوت والذي يعلو الواحة.
ولا يزال استخدام اللبن الطيني شائعاً في منطقة تيوت بين البساتين وفي بناء الاسطبلات لتربية المواشي, ومناطق البادية لكون هذا النوع يلائم طبيعة المناخ الجاف والحار صيفاً والبارد شتاء كما أنه قليل التكلفة ومن خلال تجربة الأقدمين أثبت إمكانيته في تصميم أبنية شاهقة وضخمة صمدت أمام عوامل الزمن عبر آلاف السنين وشكلت معلماً حضارياً بارزاً.
المقصود من كلمة تيوت أنها في الأصل لفظ بربري مشتقة من تيط أو تيطاوين و معناها العيون أو المنطقة الغنيـة بالمـاء.
يعتبر الطين المكون الرئيسي في العمارة والبناء في منطقة جبال القصور(Monts des ksour) عبر سلسلة جبال الأطلس الصحراوي لدرجة تدفعنا الى وصف حضارة المنطقة بأنها حضارة طينية. فبدءا بالأسوار والأزقة التي لازالت تتحدى الزمن, الى أبراج المراقبة الدئرية الشكل. الى أفران اعداد مادة الجبس التقليدية التي استعملت في بناء سد تيوت. و صنع الأواني الفخارية.كل هذا يدل على أن مادة الطين كانت أساسية في حياة أهالي المنطقة.
الذين لاتزال بصماتهم خالدة في لبنات الطين التي شكلوها بأياديهم الى يومنا هذا. فمن الطين بيوتهم ومنه صنعوا أوانيهم, ومن ترابه كانت البساتين الغناء وواحات النخيل التي تبهر الزائررين.
وتميز الطين دائماً بأنه مادة سهلة الاستعمال والمزج والتعامل إضافة إلى ميزاته التي يوفرها للبناء عبر امتداد الزمن فله حسنات كثيرة اهمها انه يعدل رطوبة الهواء اذ يملك خاصية امتصاص رطوبة الهواء الزائدة بسرعة واعادتها إليه عند الحاجة ما يعني ان نسبة رطوبة الهواء في بيت مبني بالطين تبقى نحو 50 بالمئة وهذا يؤمن مناخا صحيا على مدار السنة كما أنه يخزن الحرارة ويحتفظ بها في ليالي الشتاء، وبالتالي فإن استعماله يساهم أيضا بالحد من تلوث البيئة, والطين مادة جمالية أيضاً للرسم والتشكيل الهندسي لمختلف الأشياء المراد تشكيلها وهذا ماجعله المادة الأولى في البناء والعمران عبر أحقاب زمنية متعددة .
فطبيعة المواد الأولية المتوافرة في البيئة الجغرافية تفرض نمطاً خاصاً على أسلوب العمارة والبناء فيها. حيث يشكل السكن انعكاساً لمعطيات الطبيعة والبيئة .وبما أن وادي واحة تيوت سهل رسوبي غلب الطين على العناصر المكونة له كان استخدام الطين الأكثر شيوعاً في تصميم هياكل المباني منذ العصور الغابرة.
فأسلافنا الذين عاشوا في المنطقة عدة قرون. توارثوا أساليب بناء البيوت. حيث يتم عجن التراب مع "التبن" , ثم يترك مدة من الزمن قد تصل إلى أسبوع, وذلك حتى يفرز التراب مادته الغروانية التي تساهم في تماسك اللبنة أو ما يسمى "بالطوب" وهذه العملية يطلق عليها اسم "التخمير" ثم يشكل بالأيدي على شكل لبنات, ثم يترك في الشمس ليجف. ليصبح جاهزا للبناء.
وبعد البناء تتم عملية (التلباس) وهي لياسة الجدران بالطين. والسقف يكون عبارة عن خشب من جذوع وسعف النخيل وأشجار العرعار وقد يستخدم نبات الدفلة لحماية الأخشاب من حشرة الأرضة التي تتسبب في تآكل السقف. وعمل الاضافات الضرورية للبيت مثل مدفأة الحطب والتي قد تستخدم لغرض التدفأة والطهو معا. كما يوضع في جدار الغرف ما يسمى (بالكوة )وهي لوضع الكتب أوالمصباح، بعد ذلك يتم عمل الطلاء وهو الجيرالأبيض.
وكل هذه الأعمال يشارك فيها الأبناء و الجيران و أهل القصر بما يسمى عندنا "بالتويزة" والتي تعني التضامن و التكافل
وتتميز بيوت الطين عن غيرها بجمال التصميم وقوة أبوابها وكانت تغلق بالمزاليج وتعمل من خشب الرمان أو من جذوع النخل وتوضع قطع الخشب بشكل طولي بجوار بعضها ويتم تثبيتها بقطع من الخشب توضع بالعرض. ليصل بينها وبين خشب الباب سيخ من الحديد ذي طبعة كبيرة على شكل دائري من جهة ومدبب من الأخرى ليتم ثنيه لتثبيت الخشب,
فبناء قصر تيوت تم وفق مخطط مسبق وبتنظيم مدهش فكانت البيوت متلاصقة وتتبع نظاماً موحداً حيث طليت الجدران والأرضيات بالطين الأملس وشكلت العرصات والأزقة أو ما يعرف بالدرب طرق المواصلات فيها.
يتكون قصر تيوت من طابق واحد الى طابقين, وذلك حسب الحالة الاجتماعية والمادية لمالكها، طابـق علـوي مخصـص للعائلـة و الضيــوف. وطابـق سفلـي مخصـص لتخـزين المؤونـة و المـواشي جدرانه الخارجية عالية وذلك لتوفير الظل في الشوارع, كما بنيت لأغراض دفاعية على أساسات من الحجر الاحمر. يقوم فوقه اللبن واتخذت أشكالاً وسماكات مختلفة فبعضها على شكل دائري وأخرى مستطيلة حسب ما تقتضيه طبيعة المنطقة الجغرافية وتتميز هذه الجدران ببساطة تخطيطها، وخلوها من النوافذ الخارجية للحفاظ على حرمة أسرار البيوت, وإن وجدت تفتح في الجزء العلوي للجدران الخارجية.
يتوسط قصر تيوت مسجد عتيق تؤدي إليه كل الأزقة و الدروب, و غير بعيد عنه توجد ساحة عمومية تدعى تاسفلت أعدت للراحة و الإجتماعات و قيام الأفراح و حل مشاكل سكان القصر من طرف الأعيان الكبار بالإضافة إلى الحمام و المدرسة القرآنية .
أما الساحة أو ما تعرف " بالرحبة" أو تاجماعت فهي نقطة التقاء الأزقة المتعرجة وهي الفراغ الذي تتنفس منه الأحياء السكنية المتراصة والمتداخلة فيما بينها خلال الممرات وتزود الأزقة والدروب المغطاة بأشعة الشمس وفيها تقام كل النشاطات الاجتماعية كالأفراح وإحياء المناسبات المختلفة وحل النزاعات التي تقع بين سكان القصر.
ومن الطين المجفف على الشمس. تم بناء البيوت الفخمة وأهمها دار الباشاغا "سي مولاي". الذي ينحدر من أصول سيدي أحمد بن يوسف الملياني. والذي بني على أسس هندسية اسلامية عثمانية. ويتألف من عدة غرف متتالية فخمة. وممرات متعرجة تفضي إلى باحة داخلية. أول ما يشدك اليها أقواسها المتناسقة وفي وسطها نافورة ماء مصنوعة من الرخام الابيض. ومن خلال الباحة يتم الوصول إلى مختلف أقسام الدار الكبيرة والمؤلفة من عدة غرف وقاعة لجلسات الباشاغا وقاعة للاحتفالات. وغرفة استقبال الضيوف, وغرف الخدم, وجناح خاص لسكن الاسرة يضم المطبخ والحمام وغرفا علوية.
لقد كان لتعاقب الخبرات جيلا بعد جيل, وتراكمها عبر العصور الأثر الكبير إلى تمكن الإنسان من إدراك الطبيعة الكيميائية للطين وكيفية استخدامه والتعامل معه وحدود استعماله وظهر ذلك من خلال وجود أفران بدائية لصنع الأأواني الفخارية وتحضير الاسمنت الروماني كـبلاط لاصق بين القطع وهو عبارة عن خليط من الجص الأبيض والأسود ومسحوق الجبس والفحم وبقايا الروث الحيواني ليكتسب بذلك الصلابة التي مكنتهم من بناء سد تيوت والذي يعلو الواحة.
ولا يزال استخدام اللبن الطيني شائعاً في منطقة تيوت بين البساتين وفي بناء الاسطبلات لتربية المواشي, ومناطق البادية لكون هذا النوع يلائم طبيعة المناخ الجاف والحار صيفاً والبارد شتاء كما أنه قليل التكلفة ومن خلال تجربة الأقدمين أثبت إمكانيته في تصميم أبنية شاهقة وضخمة صمدت أمام عوامل الزمن عبر آلاف السنين وشكلت معلماً حضارياً بارزاً.